الفتائل, أو “خيال الشمعة” هي ظاهرة مثيرة للاهتمام في تشكلات الحركات السعرية للأدوات المالية, وهي تقريبا جزء من كل حركة سعرية أو “شمعة” و هي عنصر رئيسي في عملية تعيين وقف الخسارة و تحديد الربح .
يمكن أن تتشكل الفتائل في أسفل، أعلى أو كلا الجانبين من الشمعة, و هي تمثل الارتفاعات والانخفاضات في القيمة السعرية لهذه “الشمعة” في تلك الفترة الزمنية. ما علينا تذكره بعد قراءة هذه المادة هو أن الفتائل هي فعليا حركة السعر في مناطق ‘رفض’ هذا السعر, حيث أن السوق رفض سعر الشمعة ببساطة. و من المهم ايضا الملاحظة أننا نتحدث عن إغلاق الشموع والفتائل التي تتشكل بعد إغلاق الشمعة، و هو الشكل النهائي و الدائم لهذه الحركة السعرية (الشمعة).
عندما يتشكل لدينا فتيل أو خيال طويل للشمعة, فان هذا يؤكد لنا بوضوح ان السوق, (أو المشاركين فيه) رفض ضغط تحرك السعر “الشمعة” في تلك الفترة الزمنية, و بالتالي لم يتم قبول الأسعار. بينما, لو تم قبول الأسعار، فستظل الشمعة مستقرة على ذاك السعر لفترة من الوقت, و ستغلق على ذلك السعر. وحيث أن علاقة “متى” مع “اين” تعتبر اساسية في التجارة بشكل عام, لكن تواثقها الكبير جدا في هذا السياق يطابق مبدأ الفتائل, و هو رفض حركة القيمة السعرية في تلك الفترة الزمنية عند ذلك المستوى من الأسعار.
إذا كنا نتحدث عن مخطط سعري لخمس دقائق، فان ذلك الفتيل سيكون خاص بمخطط السعر لفترة الخمس دقائق فقط, و هي غير اساسية او ذات تأثير حقيقي. لكن, عندما نبدأ النظر إلى مخططات الأسعار اليومية أو لأربع ساعات، فهي تكون عادة ذات تأثير كبير. عند التفكير في ذلك, فان التاجر اليومي يشهد اثنتين أو ثلاثة شموع من الأربع ساعات في يوم واحد، و بالتالي, ليتشكل لدينا فتيل طويل على الرسم البياني للأربع ساعات, يجب ان تكوت الحركة السعرية, أو “قوى الرفض لتلك الاسعار خلال تلك الفترة الزمنية” قوية و مهمة جدا. ولأن التاجر اليومي نادرا ما سوف ينتبه لهذه الحركة لأنها تحتاج الى فترة طويلة من الزمن, و بالتالي سيؤدي هذا الى عملهم ضد الحركة السعرية عادة, مما يدعم نظرية تناقض المصالح بين تجار التجزئة أو المتداولين و شركات المضاربة التجارية. نقترح اعتماد الرسم البياني للأربع ساعات عند العمل بهذه النظرية أو عند تشكل فتائل طويلة.
على سبيل المثال, لاحظ في الرسم البياني التالي كيف قام الزوج بعكس اتجاهه عند نفس المستوى تقريبا بعد تشكل فتيل طويل. فعليا, كانت هذه هي الطريقة ليقول لنا السوق أن الأسعار لم تقبل عند هذه المستويات, لأن سرعة الحركة السعرية لم تتوافق نسبيا مع زمنها (وجود مشاركين). و بالتالي تشكل الفتيل ليؤكد مشاركة الطرف الأخر خلال الفترة الزمنية اللاحقة.
إذا كان الفتيل الطويل قد تشكل على رسم بياني يومي، فيجب على التجار المتواجدين في الاطر الزمنية لجلسات التداول الرئيسية الثلاثة أن يأخذوا بها علما, و في الغالب, التداول بثقة بعكس اتجاه الفتيل عند توفر التأكيد باسخدام احدى استراتيجيات التداول (تحليل فني أو تحليل اخباري), و السبب هو ان السوق رفض هذا السعر طوال اليوم.
بعد هذا الشرح, من الممكن دمج هذه النظرية لاستهداف حركة السعر ضمن تداول النطاقات أو لتأكيد الاختراقات. و في كلتا الحالتين, تخدم هذه الشروط مبادئ ادارة المخاطر اذا تم تطبيقها بشكل صحيح على أطر زمنية كبيرة (أربع ساعات أو يومية).
بما أن الفتائل هي الارتفاعات والانخفاضات للحركة السعرية (الشمعة), و هي ايضا تمثل مناطق الرفض, فبالتالي إن فرصة التداول داخل منطقة الفتيل أقل احتمالا, أي أن التداول على شكل يومي يكون عادة خارج نطاق الفتيل, و بالتالي نقطة وقف الخسارة. لاحظ مخطط الأسعار التالي.
لاحظ كيف يقوم الزوج باعادة اختبار القيمة السعرية عند نهاية (ذيل) الفتيل, و لاحظ كيف تخدم هذه المستويات كدور مستويات الدعم. و هكذا, عند التداول عكس اتجاه الفتيل يجب الاخذ بعين الاعتبار محاولة اختراق ثانية لمستوى الأسعار، و هذا يساعد في الدخول على أسعار افضل. و بالتالي يمكن استخدام ذيل الفتيل لحساب قيمة المكافأة, المخاطرة و وقف الخسارة ايضا.